في إحدى المحطات
جَلستُ على مقعدٍ خشبيٍ فارغ ووضعتُ حقيبتي بجانبي في انتظار ذالك القطار الذي سيأخذني إلى حيثُ أشاء من دول أحلامي المبعثرة في أنحاء الحياة
ياااه ..كم انتظرت هذه اللحظة كثيرًا ! ..
أن أسافر إلى حيثُ أشاء..
ومتى أشاء ..
وأين أشاء ..
جلستُ قليلًا ونظَرتُ إلى ساعتي الموجودة على معصمي
آه يا إلهي ..
لماذا هذا القطار تأخرَ كثيرًا عن موعده فأنا لا أطيقُ الصّبر !
وما إن انتهيتُ من هذهِ الكلمات و رفعتُ رأسي وإذا بي أجدُ شخصًا يقف أمامي ويبتسم
من أنت ؟ ولما هذهِ الابتسامة فإنها تخيفني ؟! ( هكذا كانت كلماتي )
أجابني بابتسامه وهو يجلس بجانبي ويفتحُ جريدة ًكانت بيده ويقرأها :
ستعرفين من أنا فلا تستعجلي
نظرتُ إليه بتعجبٍ واستغراب فقاطع نظراتي بسؤاله :
إلى أين أنتِ ذاهبة ؟
أجبته :
سأزور جميع دول أحلامي المبعثرة هنا وهناك كي استطيع تحقيقها
فقال بصوت خافت وكانه يحدث نفسه ويستنكر كلماتي :
هكذا ببساطة ؟!
فقلتُ له عفوًا ؟
فقال : لا شيء .. لا شيء
ثم أردفَ قائلًا :
هل يمكنني سؤالكِ ماذا تحملين في حقيبتك ؟
أجبت بصوت خافت :
( وما شأنكَ أنت ..حقًا يا لكَ من فضولي ! )
قال عذرًا لم أسمع ما قلتِه ؟
فرددت :
لا لم أقل شيئًا فقط كنتُ أحدثُ نفسي قليلُا ..
ومن ثم أردفتُ قائلة ً:
انني أحمل رداء الأملِ الوردي .. وحذاء الطموح الذي صنعته بنفسي خصيصًا حتى يساعدني في مسيرتي ..
وزاد الجد والإجهاد والكثير من ماء التفاؤل أشربه حينما يصيبني ظمأ اليأس في رحلتي الشاقة هذهِ
بالإضافة إلى أنني أخرجتُ قلبي من لب جوفي ووضعته في صندوق وأغلقت عليه داخلَ هذهِ الحقيبة كي أحفظه من هذهِ الحياة التي لا تعرف للمشاعر طريق !
قال ..
لكن ألا تظنين بأنكِ قد نسيتِ شيئَا مهمًا ؟
جلستُ أفكّر قليلًا وأفكّر وأتذكر
لا ..
لا شيء
فقد وضعت جميع ما أحتاجه في هذهِ الحقيبة
فأجابني :
امممم
ولكنه شيئٌ لا يُحمَل في حقيبة
فأجبته بصوت خافت و باستنكار
أهوَ لغز ! ..
قال عفوًا لم أسمع ما قلتِه ؟
قلتُ:
وماهوَ هذا الشيء .. فـ لقد أثرتَ فضولي ؟!
قال لي :
انه شيء لا يمكنك الاستغناء عنه أبدًا في مشوار حياتك
أو بالأصح
إنه شخص حينما تسقطين سيكون بجانبك ويقوم بإنهاضك
وحينما تتألمين سيكون طبيبك الذي يُشفيكِ ويداوي جراحكِ
وحينما يصيبك اليأس وتغلق جميع أبواب الحياة في وجهك وتفقدين الأمل
ستجدينه أمامكِ يكفكف دموعكِ ويربتُ على كتفيكِ ويقول لكِ صبرًا .. صبرا !
لعل الفَرَج والبشرى ستاتي ضيفًا إليكِ عمّا قريب
صديقٌ وفيٌ لن يخذلك أبدًا وستجدينه في كل محنة بجانبكِ ليواسيكِ
فَقلتُ لهُ على عجالى وفي شغفٍ :
أحقًا يوجدُ شخصٌ هكذا؟ من هوَ ؟ و أينَ يكون ؟ أخبرني بسرعة !
قال إنه الآن بجانبكِ
إنَه أنا ( الصّبر )
جئتُ كي أرافقكِ في درب الحياة الطويل ولن أترككِ أبدًا !
فقط كما قالَ تعالى
( وبشّر الصّابرين )
....
( هذهِ القصة كتبتها من وحي الخيال لكنها بمعاني واقعية شاركتني فصولي فـ جسّدتها داخل هذهِ الشخصيات لِ توصل الفكرة المرادة )
تحياتي
INS
Gameeela
ردحذفرووعة بصراحة جزاك الله خير الجزاء
ردحذفمرررره روعه ومعانيها بقمة الأبداع جزاك الله خير مبدع👌
ردحذفقصه جميلة جدآ استمري
ردحذفاحسنتي
ردحذفجميل جدآ
ردحذف