وحدِي أجْلِسُ بَينَ قُضبَانِ الذّكرَيَاتِ
أَتَصَفحُهُا جَرِيدَةّ مَمْشُوقَةَ التّفَاصِيلِ
وَعَلَى تِلْكَ الطّاوِلة أشْرَبُ قَهْوَتِي المعتَادَةَ والبَارِدة رُغْمَ غَلَيَانِهَا
نَعَم بَارِدة رُغْمَ غَلَيَانِهَا..
فَهِيَ لَمْ تَقُمْ بِتَدْفِئةِ قَلْبِي بَعْد !
هُناكَ.. وَفِي جَرِيدَةِ الذّكْرَيَات ذَاتَ الرّائحةِ الرّيفِية
ابْتَلَتْ حُرُوفًها بفيضِ ماتَبَقَّى مِنّي مِنْ دَمْع
لازِلْتُ أَرَى تِلكَ الصّورِ بِجميعِ ألْوانِهَا
الأَحْمَرُ .. والأخْضَرُ .. والإرجُوَانِي
والرّمَادِيُّ الذّابِلُ بِلَونِ الخَرِيف
أَرَاقِبُ حُرُوفَهَا مُصْطَفَةً كَمَا كَانتْ فِي سَابِقِ عَهدِهَا الأَزَلِي
والّتِي بَدَأتْ تَتَسَرّبُ إلَى أُكسُجِينِي الّذي أَتَنَفَسَهُ
وتَفرِضُ عَليهِ أنَ يَحمِلَهَا إلِى دَمِي
كَي تَصِلَ إلِى قَلبِي وَتَسطُو عَليهِ !
لازَالَت تَعبَثُ بِجَدائِلِ ذَاكرِتِي مِرَارًا وَتِكرَارَا
فَ تَنسِيهَا ارتِدَاءَ دِثَارَ الوَاقِع
أَسَرَعْتُ مُهَرْوِلَةً أُوقِظُ الفَجْرَ مِنْ سُبَاتِ الذّكْرى
عَلّهَ يَستَلُ تِلْكَ الذّكْرَيَاتِ مِنْ غِمْدِ الفِكْرِ
لَازِلْتُ أَرَاهَا بَعيدّةّ المَدَى
لَمْ تُكلَّل عَينايَ بالنَجاحِ لرؤيةِ آخِرِهَا المَزعُوم !
INS
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق